[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فأن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة ,
وكل ضلالة فى النار, وبعد ….
فان شهر رمضان من الأزمان التى لها عند المسلمين مكانةٌ عظيمةٌ , هذه المكانة ليست مجرد شجون وتقدير لما لايرتبطون به
, لا بل هى مكانةٌ ترتبط بها القلوب والأبدان لما تجده النفوس من
بهجةٍ وفرحةٍ واطمئنان وحب للخيرات وفعل للطاعات وتهيؤ
عظيم فى القلوب ولين فى الأبدان لفعل الخيرات وترك المنكرات , ولاشك أن هذا يشعر به كل مسلم وان قل ايمانه لأن شهر
رمضان هو زمنُ لين القلوب واطمئنانها ولو نسبياً , وزمنُ تعاون الناس على كثير من البر والطاعات , وفعل الخيرات , فأنت ترى الناس تختلف مسالكهم
فى رمضان عن غيره لوقوع الصيام منهم جماعة مما يجعل لهم صورة جماعية طيبة فى بعض الأمور كإجتماع الناس فى البيوت للإفطار حتى
تخلو الطرقات فى القرى والمدن من المارة الا القليل , والتى
لاتكون كذلك فى مثل هذه الأوقات فى غير رمضان , وغير ذلك من المظاهر الجماعية والتى تحدث فى رمضان ولا يمكن أن تحدث فى
غيره باستقراء الواقع الا أن يشاء الله شيئا...وذلك -مثلا -مثل أجتماع الناس على قيام رمضان , ومثل امتلاء المساجد فى صلاة الفجر على غير عادة الناس فى غير رمضان فى أزماننا, هذا وغيره كثير
يدل دلالة واضحة على تلك المكانة التى هى لهذا الشهر فى قلوب
العامة والخاصة من المسلمين , وتلك المكانة التى تكون فى
القلوب تتفاوت فى قلوب المسلمين بما يترتب عليه تفاوتا بينا فى مسالكهم وعاداتهم فى هذا الشهر أفرادا وجماعات , وهذا التفاوت ليس هو فقط فى المقدار والأثر والقوة لا بل هو أيضا فى نوعه بمعنى أنه
ليس فقط تفاوتا فى كمه وقوته بل فى كيفيته ونوعيته........ وصدق ربنا
اذ يقول :" إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى" 4 الليل......نعم فان سعى
الناس عموما فى أمر دينهم ودنياهم لشتى خاصة فى مثل تلك الأزمان الفضيلة , فبين مقدر لقدره ومضيع , وكاسب وخاسر , وموفق ومغبون , وضال ومهتد , وتقى وفاجر عافانا الله من التضيع والخسران والغبن والضلال والفسوق والكفران وجعلنا بفضله
ومنه وجوده من المؤمنين الفائزين فى الدنيا والأخرة فى رمضان
وغيره من شهور العام ....آمين ....آمين
مع تحياتي:
عبورة
[/size]